آخر الأحداث والمستجدات 

حوار مع رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات

حوار مع رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات

احتفل العالم يوم 31 ماي كما يحتف كل سنة باليوم العالمي لمكافحة التدخين. وبهذه المناسبة، التقينا السيد الحسن البغدادي، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات. وكان لنا معه الحوار التالي.

وللإشارة فإن الجمعية رأت النور سنة 2009 بمكناس. من أهدافها جعل من آفة التدخين والمخدرات هم يشغل الجميع. ووضع سلوك التدخين والمخدرات تحت دائرة الضوء. تنظم الجمعية حملات تحسيسية داخل المؤسسات التعليمية عبر التراب الوطني في إطار مقاربتها الوقائية للآفة، إلى جانب تبنيها لمقاربة علاجية وأخرى قانونية.

سؤال: مامدى حجم انتشار التدخين بالمغرب .ومنه يالفئات الأكثر تعرضا للظاهرة؟

جواب: إن آفة التدخين بالمغرب تعرف انتشارا واسعا فحسب الإحصائيات الأخيرة فان نسبة هذا الانتشار تصل في الوسط المهني إلى أكثر من النصف بين الطبقة العاملة والى ما يناهز الخمس في صفوف التلاميذ والطلبة و ينبغي التأكيد هنا أن الظاهرة لم تستثنأية شريحة اجتماعية وأنها آخذة في التوسع وبوثيرة سريعة ومخيفة خاصة وسط الأطفال من الإناث والذكور على حد سواء.

واستنادا إلى خلاصات عملنا الميداني في مختلف الفضاءات وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية فإننا نؤكد حقيقة هذا الانتشار الذي بات يهدد طيفا واسعا من التلاميذ على وجه الخصوص وان الوضع يحتاج إلى الاستيقاظ من السبات والتدخل العاجل لإنقاذ الناشئة ومعها مشروعنا المجتمعي بأكمله.

سؤال: ما هي في نظركم أسباب انتشار الظاهرة بهذا الشكل؟

جواب: ترجع أسباب ذلك في تقديرنا إلى ثلاثة أسباب. الأول كون لوبي صناعة التبغ أصبح في السنين الأخيرة يراهن على ضم مزيد من الزبناء من فئة الأطفال، لأن النسب الحالية لا تتماشى ومخططاته الرامية إلى الرفع من رقم معاملاته من خلال سياسة تسويقية قائمة على الاستفادة من المناخ الحالي الذي يعتبر جد مساعد وخاصة من الناحية القانونية وأما السبب الثاني فيعود إلى التطبيع التام مع الجائحة بفعل صمت المواطن نفسه والدولة على حد السواء عن هذا التهديد المدمر فيما يبقى السبب الرئيسي في نظرنا يكمن في سلوك اللامبالاة الذي طبع على الدوام تعاطي الطبقة السياسية على اختلاف مشاربها مع ملف تجارة الموت باعتراف مصنعي سمومها القاتلة وذلك عبر ترك الباب مشرعا لمزيد من القتل بالترخيص لاستثمارات جديدة أمام أرباب هذه التجارة المميتة والتي لا تعود بأية فائدة سوى قتل وواد أحلام الأجيال وتطلعاتها لبناء مجتمع مستقر ومزدهر. مع السماح لها طبعا بحماية نفسها من خلال وضع عبارة " التبغ يقتل " وهي العبارة التي ترمي بالمسؤولية على المستهلك  وليس الصانع.

سؤال: نسمع عن بعض الحلول البديلة للابتعاد عن الإدمان ومن بينها السجارة الإلكترونية. ما موفقكم من هذه الحلول

جواب: أثبتت نتائج الأبحاث المخبرية الخاصة بأضرار السيجارة الالكترونية ان هذه الأخيرة لها بالغ الأثر على الصحة وكما أكدته وزارة الصحة في بيان لها أن ظهور مثل هذا المنتوج إنما يندرج في سياق السياسية التسويقية المحضة التي تعتمد تنويع منتجات التبغ وصرف الأنظار عن أخطاره وتعزيز الإدمان على التدخين، فمدخن السيجارة الالكترونية يستطيع بفضل المنتوج الجديد ان يحدد جرعة النيكوتين بنفسه وهي المادة المعروفة بكونها المسئولة عن الإدمان لذا فالقول بمساعدة السيجارة الالكترونية على الإقلاع إنما هو محض افتراء وضحك على الذقون ولا يمت الى الحقائق العلمية بصلة وهو حق اريد به باطل

ونحن داخل الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات الاخرى لا نرى حاجة ولا أخلاقية في هذا النوع من الاستبلاد لحس المواطن الى هذا الحد وخلاصة القول فان شرعنة بيع واستهلاك السجائر وباقي المخدرات الأخرى هي في نظرنا شرعنة للقتل والعمل عليها هو بمثابة مشاركة في جريمة في حق أبناء هذا الوطن الذي لا يرضاها اي غيور على بلاده.

أجرى الحوار: عبد العالي عبدربي

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : عبد العالي عبدربي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2016-06-02 00:29:24

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إنضم إلينا على الفايسبوك